نذكر أياماً مضت
فينهمر الدمع .....
وينفجر الحرف حزناً
ويحترق الصدر بدفاتر الراحلين
سنين مرت ولم نرَ منهم غير أطيافهم في أحلامنا
نحاول جاهدين أن نتغاضى عن ذكرياتنا معهم
ولكن الروح تنازعنا في ذلك
ولا ترضى حذفهم من الخاطر
يتوسدنا الأسى في ليلنا .....
ويلازمنا الحداد في غيابهم بالنهار
نبحث عنهم في كل مكان
نبذل كل ما في وسعنا لإقتناء بقاياهم
نحنُّ لبقاعٍ كانوا فيها
حتى تصير لنا مزاراً وأنيساً في وحدتنا
وكم هو صعب أن نتقبل رحيلهم دون مقام
ووداعهم دون لقاء
وغيابهم دون زيارة
كم هو مؤلم أن تودعهم أعيننا
ولم ترمق منهم سوى غمضات في حلم يقظة
كم هو مؤلم أن تودع أسماعنا أصواتهم التي أسرت لُبنا
كم هو مؤلم أن نراهم في هذه الدنيا أحياء
ولا نستطيع لهم بلوغاً ولا وصولاً
كم هو جارح شعور الغربة في وجودهم
والوجود في غروبهم
نحلم بإشراقهم مع طلوع الشمس
فنكتوي بلظى الإنتظار
ولا نجد غير أطلال اهترأت ظلالها قبل كيانها
نتمنى لو أن الساعة تتراجع
حتى تطول أنفاسنا في انتظارهم
والزمن يتوقف
فنتحرك للبحث عنهم وإيجادهم
والدنيا تتريث
فنحصل على نظرة منهم قبل مغادرة الحياة
والعالم ينام
حتى نهنأ بلحظة ود تساوي العمر كله